العوامل الرئيسية المؤثرة على التقلبات والطلب في سوق المعادن الثمينة
تشهد أسواق المعادن النفيسة تقلبات متزايدة مدفوعة بعدة عوامل أساسية تتحكم في مستويات الطلب والأسعار ويلعب التضخم العالمي دورًا رئيسيًا في تعزيز جاذبية الذهب والفضة كأدوات للتحوط ضد تآكل القوة الشرائية للعملات. في المقابل، تؤثر سياسات البنوك المركزية، خاصة قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة و بشكل مباشر على تحركات السوق. كما يسهم ارتفاع أسعار الفائدة في تقليل جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب، بينما يدعم تراجع الفائدة تدفقات المستثمرين نحو المعادن النفيسة. ولا يمكن إغفال دور الدولار الأمريكي الذي كلما ارتفع، تراجعت شهية المشترين الدوليين لهذه الأصول المقومة بالدولار. إلى جانب ذلك، تلعب العوامل الجيوسياسية مثل النزاعات والتوترات التجارية دورًا محفزًا على زيادة الطلب الاستثماري، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب والفضة كملاذات آمنة في أوقات عدم اليقين. كما أن الطلب الصناعي، خصوصًا على الفضة والبلاتين والبلاديوم، يشكل عنصرًا إضافيًا في تحريك الأسعار. ويشير المحللون إلى أن الجمع بين هذه العوامل يخلق حالة من التقلب المستمر، تجعل من سوق المعادن النفيسة إحدى أكثر الأسواق حساسية للتغيرات الاقتصادية والسياسية. ويرى الخبراء أن الاتجاهات الحالية تعكس بوضوح ارتباط هذه السوق بتوازنات الاقتصاد الكلي والتحولات المالية العالمية.
